أعلنت كل من النقابة الوطنية الفرنسية للنشر ومؤسسة معرض باريس للقراءة بتاريخ 19 يوليو/تموز 2018 عبر موقعيْهما على التويتر خبر توقيع سلطنة عُمان في العاصمة الفرنسية باريس ممثلةً بوزارة الإعلام على إتفاقية للمشاركة بصفة ضيف خاص في معرض باريس الدولي للكتاب الذي سيقام إعتبارا من 15 إلى 19 من شهر مارس/آذار من عام 2019. لقد ُأقيم حفل التوقيع الخاص بدعوة عُمان لمعرض باريس للكتاب 2019 في مقر النقابة الوطنية للنشر، ووقع الاتفاقية من جانب السلطنة، وكيل وزارة الإعلام العُماني، ومن الجانب الفرنسي كل من رئيس النقابة الوطنية الفرنسية للنشر و رئيس مؤسسة معرض باريس للقراءة.
لقد قامت السلطات في عُمان بمصادرة عددٍ كبيرٍ من الكتب خلال فترة انعقاد معرض مسقط الدولي للكتاب في دورته الثالثة والعشرين والتي استمرت من21 فبراير/شباط ولغاية 03 مارس/آذار 2018 دون إعطاء أي توضيح أو ذكر أسباب مصادرتها. و تم سحب مجموعة من الكتب والروايات لكتّاب عمانيين، بالرغم من أن عدداً منها قد سبق وتم بيعه في المعارض السابقة. لقد فازت بعض هذه الكتب المصادرة ببعض الجوائز، في حين تم الاحتفاء ببعضها الآخر، وكذلك فإن قسماً منها قد صدر عن وزارة التراث والثقافة العُمانية وهي نفسها الجهة التي نظمت المعرض مما يعكس الطبيعة غير المدروسة لقرارتها.
لقد شهدت عُمان تراجعاً في حرية الصحافة لتحل في المرتبة 127 حسب تصنيف مراسلون بلا حدود لسنة 2018، كذلك فأن منظمة فريدوم هاوس قد صنفت عُمان بأنه بلد غير حر. ويعزى ذلك إلى الإستهداف المستمر من قبل السلطات العُمانية للصحافة المستقلة حيث قامت بإغلاق جريدة الزمن والحكم بحبس صحفييها، والتضييق على إدارة مجلة مواطن وتهديدهم بالسجن مما دفع إدارتها للهجرة خارج البلاد، وكذلك التضييق على جريدة البلد مما أدى إلى إغلاقها. ويضاف إلى ذلك كله سجن عدد كبير من المثقفين ومختلف الناشطين لفترات متفاوته فقط بسبب كتاباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، وكذلك وفاة الناشط على الإنترنت والمدافع عن حقوق الإنسان حسن البشّامفي سجنه خلال قضاءه فترة محكوميته البالغة ثلاثة سنوات في السجن بسبب كتاباته التي عبر فيها عن إرائه على الإنترنت.
وأكد وكيل وزارة الإعلام العُماني على أهمية مشاركة السلطنة في هذا المعرض المهم لشرح رؤيتها ورسالتها وبناء اتصال معرفي بحضارة السلطنة وثقافتها، ولتعزيز التفاعل الإيجابي لضيوف المعرض مع المنجز العماني، والتأكيد على ثقافة التسامح والسلام كقيمة حضارية ولكن الواقع الفعلي للحريات في السلطنة وحقيقة انعدام الفضاء المدني وليس حتى إنكماشه يناقض هذه الدعوة التي أطلقها وكيل وزارة الإعلام من فرنسا التي هي معقل الثورة الفرنسية التي كان من أبرز أهدافها حماية الحريات العامة وبضمنها حرية الرأي والتعبير.
يدعو التحالف العُماني لحقوق الإنسان، والمتكون من مركز الخليج لحقوق الإنسان، الجمعية العُمانية لحقوق الإنسان، المركز العُماني لحقوق الإنسان، ومركز مواطن لحرية الصحافة، السلطات في ُعمان أن تعي أهمية مشاركتها كضيفٍ خاص في معرض باريس الدولي للكتاب لسنة 2019 والذي يتطلب منها وقف حملتها الممنهجة التي تستهدف مصادرة الحريات العامة للكتاب والمواطنين ومنها حرية الصحافة، حرية الرأي، حرية التعبير، وحرية التجمع، وكذلك فأن عليها الإيفاء بإلتزاماتها التي تتطلب منها توفير وحماية الفضاء المدني وعدم مضايقة مدافعي حقوق الإنسان ومنهم الكتاب والصحفيين وناشطي الإنترنت.
أن التحالف العُماني لحقوق الإنسان يدعو كذلك اللجنة المنظمة لمعرض باريس للكتاب لسنة 2019 لحث السلطات في عُمان على الوقف الفوري لحملتها الممنهجة ضد الكتاب وكتبهم وكذلك استهداف الناشطين وتضييقها الشديد على الحريات العامة.