الرئيسية » أخبار » عُمان: تضامنوا مع الصحفي ومدافع حقوق الإنسان المختار الهنائي

عُمان: تضامنوا مع الصحفي ومدافع حقوق الإنسان المختار الهنائي

يعلن كل من مركز الخليج لحقوق الإنسان والجمعية العُمانية لحقوق الإنسان عن تضامنهم الكامل مع الصحفي ومدافع حقوق الإنسان المختار الهنائي وهو يواجه يوم غد محاكمة تُنذر بحرمانه من حقه في العمل الصحفي المستقل. تُشير محاكمته بشكل كبير إلى الوضع المحفوف بالمخاطر الذي تواجهه حرية الصحافة في عُمان.


 بتاريخ 09 مارس/آذار 2022، نشر الهنائي على حسابه في تويتر تغريدة ورد فيها التالي، “أصدرت محكمة مسقط حكماً بإدانة 8 متهمين في جناية اختلاس وتزوير….وقعت في إحدى الوزارات.”


في 15 مارس/آذار 2022، تم استدعاؤه من قبل دائرة الادعاء العام في مسقط للتحقيق بشأن هذه التغريدة. لقد استمر التحقيق ساعتين، حيث أبلغ بعدها أنه قد أحيل إلى المحاكمة بدلالة المادة 249 من قانون الجزاء العُماني والتي تتضمن عقوبة بالسجن لا تقل عن شهر واحد ولا تزيد عن سنتين، وغرامة لا تقل عن مائة ولا تزيد عن ألف ريال عُماني، لكل من نشر أحكاماً في شأن الدعاوي التي منعت المحكمة نشرها. كذلك وفي إجراءٍ تعسفي آخر، تم إعلامه بمنعه من السفر. لقد أضطر لحذف تغريدته بعد انتهاء التحقيق مباشرةً.


كان مقرراً أن تعقد الجلسة الأولى من محاكمته أمام محكمة مسقط الابتدائية بتاريخ 08 أيار/مايو 2022، لكنه تلقي نداءً هاتفياً تضمن إعلامه بتأجيل محاكمته حتى 19 يونيو/حزيران 2022. لقد تلي ذلك جلسة المرافعة التي عُقدت في 21 يونيو/حزيران 2022، حيث أعلنت المحكمة بعد نهاية الجلسة أنها ستصدر الحكم النهائي بتاريخ 17 يوليو/تموز 2022، في قضية سيكون لحكمها آثاراً كبيرة على حرية العمل الصحفي في البلاد.

لقد شابت المحاكمة انتهاكات جسيمة للإجراءات القانونية الواجبة ومعايير المحاكمة العادلة، بما في ذلك إصرار دائرة الدعاء العام على إحالة القضية إلى المحاكمة واتخاذ إجراءات خطيرة مثل منع السفر بالرغم من عدم وجود شكوى رسمة من أية جهة كانت. كذلك، فأن التغريدة مورد البحث لم تسبب أي ضرر مادي أو معنوي لأحد حيث لم يدع أي شخص تضرره منها. إن هذا كله يثبت وجود نمط ممنهج من الاستهداف للطاقات الصحفية الشابة والمستقلة، وكذلك توجيه رسالة ترهيب لكل ناشطي الإنترنت من الذين يمارسون حقهم المشروع في التعبير عن آرائهم حول الشؤون العامة أو يقومون بنقد أداء الحكومة السيء.


يعتقد مركز الخليج لحقوق الإنسان والجمعية العُمانية لحقوق الإنسان، إن سرعة أنجاز المحاكمة خلال أسابيع قليلة وبسرعة ملحوظة لا يترك أي شك في قيام الشخصيات المتنفذة في الدولة وكذلك جهاز الأمن الداخلي باستخدام القضاء كوسيلة للقمع من أجل إسكات الأصوات المعارضة. إن هذا يمثل استمراراً لنمط ممنهج من الاستهداف المباشر في السنين الأخيرة لمدافعي حقوق الإنسان وبضمنهم المدونين والصحفيين وناشطي الإنترنت، ويعكس عقلية قمعية راسخة لدى السلطات العليا في البلاد.


يدعو مركز الخليج لحقوق الإنسان والجمعية العُمانية لحقوق الإنسان السلطات في عُمان لإيقاف محاكمة الصحفي ومدافع حقوق الإنسان المختار الهنائي، وإسقاط كافة التهم المفبركة الموجهة ضده. على السلطات في عُمان حماية حرية الصحافة في البلاد، وكذلك حرية التعبير على الإنترنت. إن على السلطات ضمان وفي جميع الظروف قدرة المدافعين عن حقوق الإنسان والصحفيين في عُمان على القيام بعملهم المشروع في مجال حقوق الإنسان دون خوف من الانتقام وبلا قيود تذكر وبما في ذلك المضايقة القضائية.


يدعو كذلك مركز الخليج لحقوق الإنسان والجمعية العُمانية لحقوق الإنسان، حركة حقوق الإنسان العالمية إلى إعلان التضامن الكامل مع الهنائي والمطالبة بإيقاف محاكمته الجائرة فوراً.