أكدت تقارير محلية أن جلسة محاكمة الكاتب وناشط المجتمع المدني مسلم المعشني قد تم تأجيلها بسبب انتشار فايروس كورونا (كوفيد-19) إلى أجلٍ غير مسمى. لقد تم اطلاق سراحه يتاريخ 25 أبريل/نيسان 2020 بكفالة مالية قدرها 3000 ريال ُعماني (7800 دولار أمريكي).
وكان كتاب صادر عن الادعاء العام في صلالة بتاريخ 12 مارس/آذار 2020 قد طلب من المعشني الحضور أمام محكمة الاستئناف في صلالة بتاريخ 06 ابريل/نيسان 202 لبدء الجلسة الأولى من المرافعة في القضية التي تحمل الرقم 25715 لسنة 2019.
قامت القوات الأمنية بتاريخ 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2019 باعتقال مسلم المعشني وذلك في منفذ صرفيت الحدودي مع اليمن أثناء عودته إلى بلده ُعمان. لقد تم نقله إلى سجن أرزات المركزي بمدينة صلالة حيث لم يُسمح له بمقابلة محام ٍ وكذلك تم منعه من الحصول على أدويته الخاصة بالعيون وكذلك الحساسية والتي هو بحاجة لتناولها يومياً.
لقد بدأ إضراباً عن الطعام بمجرد أن سجنته السلطات حيث تبين اعتقاله مرتبط بتوثيقه لأحداث ملتقى الحكلي.
وسبق وأن تمت محاكمته ابتدائياً بعد ان أصدر كناباً حمل عنوان، “ظفار: يوميات 25 فبراير” وبالرغم من انه لم يطبعه أو يوزعه في ُعمان فقد تمت محاكمته على كتابه هذا الذي يضم ثلاثة فصول تتناول الاحتجاجات الشعبية الكبيرة التي شهدتها مدينة صلالة في محافظة ظفار سنة 2011 والتي انتهت بحملة اعتقالات واسعة مع توثيق الأحداث الزمنية التي شهدتها الاحتجاجات بالصور.
أصدرت المحكمة الابتدائية بصلالة في جلستها المنعقدة بتاريخ 29 مايو/أيار 2013 حكماً يقضي بسجنه حيث وجهت له
تهمتي، توزيع مطبوعات بدون ترخيص, وكتابة مطبوعات من شأنها التحريض على البغضاء وبث روح الشقاق بين أفراد المجتمع. قضت المحكمة بسجنه عن التهمة الأولى بالسجن لمدة خمسة أشهر وغرامة مالية قدرها 500 ريال ُعماني (1300 دولار أمريكي)، وعن التهمة الثانية بالسجن لمدة ستة أشهر وغرامة 500 ريال ُعماني، حيث تم دمج العقوبتان بحقه وتنفيذ الأشد. لقد تم تخفيض عقوبة السجن وجعلها شهرين فقط مع كفالة مالية 500 ريال ُعماني ومصادرة المطبوعات.
ان مسلم المعشني هو كاتب معروف وناشط مدني يبلغ من العمر 60 سنة. لقد ُعرف عنه مطالبته بحماية الحريات العامة في ُعمان وبضمنها حرية الرأي والتعبير وحرية التجمع السلمي.
يرحب مركز الخليج لحقوق الإنسان والجمعية العُمانية لحقوق الإنسان بالإفراج عن الكاتب والناشط مسلم المعشني وتأجيل محاكمته، لكنهما يدينان اعتقاله وكذلك التهم الباطلة الموجهة ضده، في إنتهاك لحقه في حرية التعبير.
يعرب مركز الخليج لحقوق الإنسان والجمعية العُمانية لحقوق الإنسان عن قلقهم البالغ إزاء استهداف الكاتب والناشط مسلم المعشني ويدينوا اعتقاله وكذلك محاكمته الجائرة والحكم الصادر ضده.
يحث مركز الخليج لحقوق الإنسان والجمعية العُمانية لحقوق الإنسان السلطات في عمان إلى:
- إسقاط جميع التهم الموجهة ضد مسلم المعشني على الفور ودون أي شروط؛
- التوقف عن استهداف مسلم المعشني فوراً حيث تم توجيه الإتهامات له في إنتهاكٍ لحريته في التعبير؛
- ضمان وفي جميع الظروف قدرة المدافعين عن حقوق الإنسان والصحفيين في عمان على القيام بعملهم المشروع في مجال حقوق الإنسان دون خوف من الانتقام وبلا قيود تذكر وبما في ذلك المضايقة القضائية.
مركز الخليج لحقوق الإنسان والجمعية العُمانية لحقوق الإنسان يدعوان إلى الاهتمام الخاص بالحقوق والحريات الأساسية المكفولة في إعلان الأمم المتحدة المتعلق بحق ومسؤولية الأفراد والجماعات وهيئات المجتمع في تعزيز وحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية المعترف بها دولياً ولا سيما المادة 6، الفقرة (ج) والتي تنص على انه:
لكل شخص الحق، بمفرده وبالاشتراك مع غيره في:
ج- دراسة ومناقشة وتكوين واعتناق الآراء بشأن مراعاة جميع حقوق الانسان والحريات الاساسية في مجال القانون وفي التطبيق على السواء، وتوجيه انتباه الجمهور الى هذه الامور بهذه الوسائل وبغيرها من الوسائل المناسبة؛
والمادة 12، الفقرة (2) التي تنص على:
تتخذ الدولة جميع التدابير اللازمة التي تكفل لكل شخص حماية السلطات المختصة له بمفرده وبالاشتراك مع غيره، من أي عنف او تهديد او انتقام او تمييز ضار فعلا او قانونا او ضغط او أي اجراء تعسفي آخر نتيجة لممارسته او ممارستها المشروعة للحقوق المشار اليها في هذا الاعلان.